قوله تعالى :﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ وصف نفسه بأنه الرحمن الرحيم، لأنه لما كان في اتصافه بـ﴿رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ترهيب قرنه بـ ﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ لما تضمن من الترغيب ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون له أعون على طاعته وأمنع كما قال :﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ﴾.
وقال تعالى :﴿غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ﴾.
من هداية الآية
١-…الرحمن : اسم خاص بالله تعالى لا يجوز تسمية غيره به، ولا بأي اسم خاص له.
…ومثله :( الله، والخالق، والرازق، ونحو ذلك )
٢-…الرحيم : اسم وصفة لله تعالى، وقد وصف به غيره :
…قال الله تعالى :﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.
…ومثل الرحيم : السميع والبصير، قال الله تعالى :﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾.
٣-…في الآية دليل على توحيد الأسماء والصفات :(الرحمن الرحيم).
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ :
١-…قرأ بعض القراء :﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾.
٢-…وقرأ آخرون : مَلِك) وكلا القراءتين صحيحة متواتر في السبع، وليس تخصيص المُلك بيوم الدين خاصاً بيوم الدين من غير الدنيا، فهو مالك يومي الدنيا والدين لأنه تقدم الإخبار بأنه ربُ العالمين، وذلك عام في الدنيا والآخرة، إنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي هناك أحد شيئاً غيره ولا يتكلم أحد إلا بإذنه كما قال تعالى :﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾.


الصفحة التالية
Icon