٣-…وقال الضحاك عن ابن عباس ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ يقول : لا يملك من أحد في ذلك اليوم حكماً كملكهم في الدنيا.
٤-﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾ : يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامة، يدينهم بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر، إلا من عفا عنه.
من هداية الآية :
١-…الملك في الحقيقة هو الله عز وجل، وهو مأخوذ من المُلك (بضم الميم)، قال الله تعالى :﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾.
…وفي الحديث :( أختع اسم عند الله من تسمى بملك الأملاك، ولا مالك إلا الله). - أختع : أذل وأقهر -.
…قال الله تعالى :﴿إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا﴾. فتسمية طالوت بالملك مجاز.
…وفي الحديث :( مثل الملك على الأسرة).
٢-…المالك في الحقيقة هو الله عز وجل، وهو مأخوذ من المِلك (بكسر الميم) وتسمية غيره في الدنيا مجاز).
…قال تعالى :﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ﴾ - فالمساكين كانت السفينة ملك لهم في الدنيا -.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ :
١-﴿إِيَّاكَ﴾ مفعول قدم للحصر، ليحصر مراد المتكلم فيما يريد أن يفصح عنه.
٢-﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ أي لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك، وهذا هو كمال الطاعة، والعبادة في اللغة من الذلة، يقال : طريق معبد، وبعير معبد، أي مذلل، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف، وهي خاصة بالله سبحانه وتعالى.
٣-…قال بعض السلف : الفاتحة سر القرآن وسرها - أي الفاتحة - هذه الكلمة :
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
…فالأول أي :﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ تبرؤ من الشرك.
…والثاني أي :﴿وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ تبرؤ من الحول والطول والقوة، والتفويض إلى الله عز وجل.


الصفحة التالية
Icon