٤-…في هذه الآية : تحول الكلام من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب بكاف الخطاب بقوله ﴿إِيَّاكَ﴾ وذلك مناسب، لأن العبد لما حمد الله وأثنى عليه ومجده وتبرأ من عبادة غيره، ومن الاستعانة بسواه، فكأنه اقترب من الله عز وجل، وأصبح حاضراً بين يديه تعالى، فناسب أن يخاطبه بكاف الخطاب بقوله ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
…وقال ابن عباس رضي الله عنهما :
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ إياك نوحد ونخاف ونرجوا يا ربنا لا غيرك.
﴿وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على طاعتك، وعلى أمرنا كلها.
…وقدم :﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ على ﴿وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ لأن العبادة هي الغاية، والاستعانة هي الوسيلة إليها - ابن كثير-.
…قال ابن القيم في مدارج السالكين : وسر الخلق، والكتب والشرائع، والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين، وعليهما مدار العبودية والتوحيد، حتى قيل : أنزل الله مائة كتابة وأربعة : جمع معانيها في التوراة والإنجيل، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن في الفاتحة في :﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
من هداية الآية :
١-…ذكر علماء اللغة العربية أن الله تعالى قدم المفعول به (إياك) على الفعل (نعبد) و (نستعين) ليخص العبادة والاستعانة به وحده، ويحصرها فيه دون سواه، فيكون معناها :(نخصك بالعبادة والاستعانة وحدك) أو :
…( لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك يا الله).
…وأركان العبادة : الإخلاص والمحبة والرجاء والخوف، وعبادة الله وحده بما شرعه الله، حسب هدي رسول الله ﷺ.
٢-…معنى العبادة والاستعانة في قوله تعالى :
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ :
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ إياك نوحد ونخاف ونرجو.
﴿وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ على طاعتك.
…قال تعالى :﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾


الصفحة التالية
Icon