٣-…إن العبادة في هذه الآية تعم جميع العبادات كلها، مثل الصلاة، والذبح، والنذر، ولا سيما الدعاء لقول الرسول ﷺ (الدعاء هو العبادة).
…فكما أن الصلاة عبادة لا تجوز لرسول، ولا لولي، فكذلك الدعاء عبادة، فهو لله وحده لا لغيره.
…﴿قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا﴾. ولقوله ﷺ :( إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله).
…يقول الإمام النووي في تفسير هذا الحديث ما خلاصته : إذا طلبت الإعانة على أمر من أمور الدنيا والآخرة، فاستعن بالله، ولا سيما في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله : كشفاء المرض، وطلب الرزق والهداية، فهي مما اختص الله بها وحده، قال تعالى :﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ﴾.
٤-…وأما الاستعانة بالأحياء الحاضرين فيما يقدرون عليه من مداواة مريض، أو بناء مسجد، وغير ذلك فهي جائزة لقوله تعالى :﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى﴾، وقوله ﷺ :( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
…ومن أمثلة الاستعانة الجائزة قول الله في طلب ذي القرنين من قومه:﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾.
٥-…إن هذه الآية ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ التي يكررها المسلم عشرات المرات في الصلاة هي خلاصة سورة الفاتحة، وهي أعظم سورة في القرآن.
٦-…في الآية توحيد العبادة لله الذي دعت إليه جميع الرسل، قال تعالى :﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾. - والطاغوت : كل ما عُبد من دون الله برضاه -.
اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ :
لما تقدم الثناء على المسؤول تبارك وتعالى ناسب أن يعقب بالسؤال كما قال :