٢-…قال الله تعالى :﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ - الرغد : سعة العيش، حطة : حُط عنا ذنوبنا وأغفرها.
أ-…( قيل لبني إسرائيل :﴿وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾ فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاهم، وقالوا : حبة في شعرة، أستاهم : أدبارهم).
ب-…وفي رواية الترمذي في قول الله تعالى :﴿وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً﴾، قال :( دخلوا متزحفين على أوراكهم).
…قال : وبهذا الإسناد عن النبي ﷺ :﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾.
……قال : قالوا : حبة في شعرة، وفي رواية : حبة في شعيرة.
ج-…قال الحافظ في (الفتح) : والحاصل أنهم خالفوا ما أُمروا به من الفعل والقول، فإنهم أُمروا بالسجود عند انتهائهم شكراً لله تعالى، وبقولهم (حطة) فبدلوا السجود بالزحف وقالوا حنطة بدل (حطة) أو قالوا : حطة، وزادوا فيها حبة شعيرة.
…ويستنبط منه أن الأقوال المنصوص إذا تُعبد بلفظها لا يجوز تغييرها ولو وافق المعنى.
من فوائد الآيات والأحاديث :
١-…الترغيب في سلوك سبيل المؤمنين، والترهيب من سلوك اليهود المغضوب عليهم لكفرهم وإفسادهم وقد تركوا العمل، ومن النصارى الضالين الذين فقدوا العلم، أما المؤمنون فقد جمعوا العلم مع العمل.
٢-…التحذير من تحريف النصوص الشرعية للخروج بها عن مراد الشارع كما فعلت اليهود. …
…لقد أمر الله اليهود أن يقولوا (حطة) فقالوا (حنطة) تحريفاً، وأخبرنا الله أنه (استوى) على العرش، فقال المتأولون :(استولى) فانظر ما أشبه لامهم التي زادوها بنون اليهود التي زادوها :(في حطة : فقالوا حنطة).