٣-…لقد تجرأ بعض المفسرين كالصابوني في (صفوة التفاسير) والقاضي أحمد كنعان في كتابه (قرة العينين على تفسير الجلالين) فقد قالا عند تفسير قول الله تعالى :﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾.
…فقالا : وفي الحديث :( يسجد لله كل مؤمن ومؤمنة)، الحديث رواه البخاري، فقد بترا أول الحديث :
…(يكشف ربنا عن ساقه) : ولم يلتزما نص الحديث :
…(فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة)، لأن الفاء للعطف، و (له) يعود على الله.
…ولما سألت الصابوني عن سبب بتره لأول الحديث : وهو قوله ﷺ :( يكشف ربنا عن ساقه....) الحديث، أجاب بقوله : كل المفسرين أولوا الآية.
…ثم قال : الذي أريده من الحديث أخذته.
أ-…وهذا خطأ كبير إذ أن المفسرين جُلهم لم يتأولوا الآية : كالطبري وابن كثير، وذكروا الحديث بتمامه، حتى قال العلامة صديق حسن خان، والشوكاني أيضاً عند تفسير ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ الآية :"إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل" ويقصدان الحديث الذي فسر الآية، وهو خير مفسر لكلام الله تعالى، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً فليس كمثله شئ، ثم ذكرا قول الشاعر :
……دعوا كل قول عند قول محمد……فما آمن في دينه كمخاطر
ب-…أما قوله : أخذت من الحديث ما أريده، لا يجوز لمفسر أن يقوله، لأنه غير معني الآية التي تثبت الساق لله تعالى على ما يليق به، فظهر من حذفه لأول الحديث لئلا يثبت الساق، ولأنه لو ذكره لبطل مراده وهو التأويل، وهذا نوع من التحريف والتبديل والتلاعب بالنصوص الذي حذرت منه الآيات السابقة، وسيأتي تحذير الرسول ﷺ لمثل هذا العمل الذي وقعت فيه اليهود والنصارى.
ج-…وقد فسر الصابوني آية ﴿وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ﴾ :
…أي تدعوهم الشدة إلى السجود لله، وخالف تفسير الطبري الذي اختصره حينما قال الطبري :
…( ويدعوهم الكشف عن الساق إلى السجود لله).