٣-…وعن أنس قال : قال رسول الله ﷺ :( أُعطيت "آمين" في الصلاة وعند الدعاء لم يُعط أحد قبلي إلا أن يكون موسى، كان موسى يدعو وهارون يؤمن فاختموا الدعاء بـ "آمين" فإن الله يستجيبه لكم).
٤-…ومن هنا نزع بعضهم في الدلالة بهذه الآية الكريمة وهي قول الله تعالى :
﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
…فذكر الدعاء عن موسى وحده ومن سياق الكلام ما يدل على أن هارون أمن فنزل منزلة من الدعاء، لقوله تعالى :﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا﴾ فدل ذلك على أن من أمّن على دعاء فكأنما قاله : فلهذا قال من قال : إن المأموم لا يقرأ لأن تأمينه على قراءة الفاتحة بمنزل قراءتها، فدل هذا المنزع أيضاً على أن المأموم لا قراءة عليه في الجهرية، والله أعلم.
٥-…قلت : وهذا هو الحق الموافق لما جاء في القرآن :
﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ فالإستماع والإنصات أمر من الله تعالى حتى نُرحم، فإذا استمعنا وأنصتنا تفرغ القلب للفهم، وإذا فهمنا مراده تعالى، عملنا بمقتضاه، فيرحمنا الله جزء ما عملنا بما فهمنا.
…أما إذا قرأ الإمام جهراً ونحن قرأنا معه فلا نستطيع في آن واحد فهم ما نقرأ وفهم ما نسمع، وإذا لم يحصل الفهم لا يحصل العمل، وإذا لم يحصل العمل فلا نُرحم.
…وكذلك فانه موافق لأمر رسول الله ﷺ في قوله :
…( إنما جُعِل الإمام ليؤتم به فإذا كبر، فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا...) الحديث.


الصفحة التالية
Icon