…هذا في الصلاة الجهرية أما في الصلاة السرية فتجب قراءة الفاتحة وراء الإمام وهاهنا يأتي دور الحديث :
…( لا صلاة لمن لام يقرأ بفاتحة الكتاب). والله تعالى أعلم.
خلاصة تفسير الفاتحة :
قد اشتملت هذه السورة الكريمة على حمد الله، وتمجيده، والثناء عليه بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العلى وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدين وعلى إرشاد عباده إلى سؤاله والتضرع إليه، والتبرؤ من حولهم وقوتهم إلى إخلاص العبادة له وتوحيده، توحيد الألوهية تبارك وتعالى، وتنزيهه أن يكون له شريك أو نظير أو مماثل.
والى سؤالهم إياه الهداية إلى الصراط المستقيم وهو الدين القويم وتثبيتهم عليه حتى يقضي لهم بذلك إلى جواز الصراط الحسي يوم القيامة، المفضي إلى جنات النعيم في جوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واشتملت على الترغيب في الأعمال الصالحة ليكونوا مع أهلها يوم القيامة، وعلى الترهيب والتحذير من مسالك الباطل لئلا يُحشروا مع سالكيها يوم القيامة وهم المغضوب عليهم والضالون.
وما أحسن ما جاء في إسناد الإنعام إليه سبحانه في قوله تعالى :﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾ وحذف الفاعل في الغضب في قوله تعالى : غير ﴿غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ﴾.
مفهوم الهداية والإضلال :
١-…لا شك ولا ريب أن الهداية والإضلال من الله تعالى، ولكن ليس هناك من شئ إلا وله سبب، فلما كان العناد والكفر حاصلين من قبل المشركين والكفار بعد بيان الحجة وقيامها عليهم.. كان من المناسب أن يعاقبهم الله على عنادهم وكفرهم من جنس العمل، فعاقبهم بأن مدهم في الضلال كما في قوله تعالى :
…﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾.
…﴿وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾
…فكان جزءً وفاقاً.