٢-…أما المؤمنون فإنه لما أصغوا إلى الحق وأخلصوا النية بالفهم والتعقل وآمنوا كان من المناسب أن يكافئهم من جنس العمل فيسر لهم طريق الهداية ومدهم بزيادة من الفهم والعقل والإيمان، كما في قوله تعالى :
﴿فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾.
…فكان ذلك جزاءً وفاقاً.
٣-…ومما هو معلوم أن الهداية والإضلال من الله خلق، فهو الذي هدى المؤمنين بسبب استجابتهم للإيمان، وأضل الكافرين بسبب عنادهم وإعراضهم، فكان كما قلنا جزاءً وفاقاً، وهذا هو الذي رمى إليه المؤلف (ابن كثير) رحمه الله بقوله :(لا كما تقول الفرقة القدرية ومن حذا حذوهم أن العباد هم الذين يختارون ذلك ويفعلونه) أي الضلال، والهدى، لأن الهادي والمُضل هو الله تعالى، ولكن العباد يهيئون الأسباب وهذه الأسباب هي التفهم والعمل من المؤمنين، والعناد والإعراض من الكافرين، وهذه أفعال اختيارية محضة والاختيار عليه مدار الثواب والعقاب، أما الهداية نفسها، والإضلال نفسه، فمهما قطعاً من الله تعالى ولو أن الهداية من نفس المؤمن ومختار فيها لما طلبها منه تعالى بقوله :﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾.
…وقوله :﴿رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا﴾
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب.
قراءة الفاتحة في الصلاة :
عن أبي هريرة رضي الله عليه، عن النبي ﷺ قال ك ( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، خداج، خداج : غير تمام).
فقيل لأبي هريرة : إنا نكون وراء الإمام ؟ فقال : أقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول ( قال الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد :
﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، قال الله : حمدني عبدي.


الصفحة التالية
Icon