…قال : الإنصات يوم الأضحى، ويوم الفطر، ويوم الجمعة (وقت الخطبة) وفيما يجهر به الإمام في الصلاة، وهذا اختيار ابن جرير : أن المراد من ذلك الإنصات في الصلاة الجهرية وفي الخطبة : كما جاء في الأحاديث من الأمر بالإنصات خلف الإمام، وحال الخطبة.
أقول : إذا كان المقتدي لا يسمع قراءة الإمام في الجهرية لبعده عنه، وعدم وجود مكبر للصوت، فعليه قراءة الفاتحة.
أخطاء شائعة في قراءة الفاتحة :
أولاً :…قراءة القرآن على الأموات : ولا سيما سورة الفاتحة :
١-…لأن القرآن أنزله الله للأحياء ليعملوا به، لا للأموات، قال الله تعالى عن القرآن :﴿لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا﴾، وفي الحديث : قال (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
٢-…ذكر ابن كثير في تفسير قول الله تعالى :
﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾
…فقال : أي كما لا يحمل عليه وزر غيره، كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه.
…ومن هذه الآية الكريمة استنبط الإمام الشافعي رحمه الله أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها للموتى، لأنه ليس من عملهم، ولا كسبهم، ولهذا لم يندب إليه رسول الله ﷺ أمته، ولا حثهم عليها، ولا أرشدهم إليه بنص، ولا إيماء، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
…وباب القربات يُقتصر فيه على النصوص، لا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء.
…فأما الدعاء والصدقة فذلك مجمع على وصولهما، ومنصوص من الشارع عليها.
٣-…وسمعت امرأة سورة الفاتحة من الإذاعة فقالت : أنا لا أحبها، لأنها تذكرني بأخي الميت، وقد قرئت عليه ( لأن الإنسان يكره الموت وما يلوذ به).


الصفحة التالية
Icon