وفي هذه الآية زيادة عن بقية الآيات، وهي الأمر بها لأوقاتها الخمسة أو الثلاثة، وهذه هي الفرائض، وإضافتها إلى أوقاتها من باب إضافة الشيء إلى سببه الموجب له ف ﴿ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ﴾ أي : زوالها واندفاعها من المشرق نحو المغرب، فيدخل في هذا صلاة الظهر وهو أول الدلوك، وصلاة العصر وهو آخر الدلوك ﴿ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾ أي : ظلمته ; فدخل في ذلك صلاة المغرب وهو ابتداء الغسق، وصلاة العشاء الآخرة، وبها يتم الغسق والظلمة، ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ﴾ أي : صلاة الفجر، وسماها قرآنا لمشروعية إطالة القراءة فيها، ولفضل قراءتها لكونها مشهودة، يشهدها الله، وتشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.
* ففي هذه الآية الكريمة فوائد :
منها : ذكر الأوقات الخمسة صريحا ; ولم يصرح بها في القرآن في غير هذه الآية، وأتت ظاهرة في قوله :﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾ [الروم : ١٧]، وفيها أن هذه المأمورات كلها فرائض، لأن الأمر بها مقيد في أوقاتها، وهذه هي الصلوات الخمس وقد تستتبع ما يتبعها من الرواتب ونحوها.