ومنها : أن ذلك العبد الذي لقياه ليس نبيا، بل هو عبد صالح عالم ملْهَم ؛ لأن الله ذكره بالعلم والعبودية الخاصة والأوصاف الجميلة، ولم يذكر معها أنه نبي أو رسول، وأما قوله في آخر القصة :﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾ فإنه لا يدل على أنه نبي، وإنما يدل على الإلهام والتحديث، وذلك يكون لغير الأنبياء، قال تعالى :
﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ﴾ [النحل : ٦٨].
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ﴾ [القصص : ٧].
ومنها : أن العلم الذي يعلمه الله للعبد نوعان : علم مكتسب، يدركه العبد بطلبه وجدّه، وعلم إلهي لدنِّي، يهبه الله لمن يمن عليه من عباده، لقوله :﴿ وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ [الكهف : ٦٥].
فالخضر أعطي من هذا النوع الحظ الأوفر، ومنها التأدب مع المعلم والتلطف في خطابه لقول موسى :
﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ [الكهف : ٦٦].