﴿ أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾ [أي : نهرا جاريا] ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ﴾ [من دون أن تحوجك إلى صعود] ﴿ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [أي : طريا ناضجا] ﴿ فَكُلِي ﴾ [من الرطب] ﴿ وَاشْرَبِي ﴾ [من السِّريِّ] ﴿ وَقَرِّي عَيْنًا ﴾ بولادة عيسى، وليذهب روعك وخوفك ﴿ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا ﴾ [أي : سكوتا، وكان معهودا عندهم أنهم يتعبدون بالصمت في جميع النهار، ولذا فسره بقوله :] ﴿ فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴾ [مريم : ٢٤ - ٢٦].
فاطمأن قلبها، وزال عنها ما كانت تجد.
ثم لما تعالت من نفاسها، وأصلحت من شأنها، وقويت بعد الولادة :
﴿ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ﴾ [مريم : ٢٧].
علنا غير هائبة ولا مبالية، فلما رآه قومها، وقد علموا أنه لا زوج لها، جزموا أنه من وجه آخر فقالوا :
﴿ يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴾﴿ يا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ﴾ [مريم : ٢٧ - ٢٩].


الصفحة التالية
Icon