فمحمد ﷺ هو الإمام الأعظم المعلم لهذين الأمرين، اللذين ينابيع العلوم كلها تتفجر من معينهما، فعلم ﷺ أمته الكتاب والحكمة، وأوقفهم على حكم الأحكام وأسرارها، فكانت حياته كلها - أقواله وأفعاله وتقريراته وهديه، وأخلاقه الظاهرة والباطنة، وسيرته الكاملة المتنوعة في كل فن من الفنون - تعليما منه للمؤمنين، وشرحا للكتاب والحكمة، فجمع لهم بين تعليم الأحكام الأصولية والفروعية، وما به تدرك وتنال، والطرق التي تفضي إليها عقلا ونقلا وتفكيرا وتدبرا، واستخراجا للعلوم الكونية من مظانها وينابيعها، وبين لهم فوائد ذلك كله وثمراته، وشرح لهم الصراط المستقيم، اعتقاداته وأخلاقه وأعماله، وما لسالكه عند الله من الخير العاجل والآجل، وما على المنحرف عنه من العقاب والضرر العاجل والآجل.


الصفحة التالية
Icon