الثاني : أن المدح قد يكون قبل الإحسان وقد يكون بعده، وأما الحمد فإنه لا يكون إلا بعد الإحسان. الثالث : أن المدح قد يكون منهيا عنه (١)، وأما الحمد فإنه مأمور به مطلقا الرابع : أن المدح يختص بنوع من أنواع الفضائل، وأما الحمد فإنه يختص بفضيلة معينة وهي فضيلة الإنعام والإحسان (٢).
وأما الفرق بين الحمد والشكر (٣) فهو أن الحمد يعم ما إذا وصل ذلك الإنعام إليك أم إلى غيرك، وأما الشكر فهو مختص بالإنعام الواصل إليك. أهـ
وقال صاحب مجمع البيان : الحمد والمدح والشكر متقاربة المعنى، والفرق بين الحمد والشكر أن الحمد نقيض الذم، كما أن المدح نقيض الهجاء والشكر نقيض الكفران والحمد قد يكون من غير نعمة والشكر يختص بالنعمة ألا نزى أن الحمد يوضع موضع الشكر ويقال : الحمد لله شكرا فينصب شكرا على المصدر، ولو لم يكن الحمد في معنى الشكر لما نصبه فإذا كان الحمد يقع موقع الشكر فالشكر هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم، ويكون بالقلب وهو الأصل ويكون أيضا باللسان وإنما يجب باللسان لنفي تهمة الجحود والكفران وأما المدح فهو القول المنبئ عن عظم حال الممدوح مع القصد إليه (٤). أهـ.
فوائد ولطائف في الحمد
(٢) - التفسير الكبير حـ١ - صـ ١٩٠ : ١٩١، بتصرف يسير
(٣) - قال الخازن والحمد يكون بمعنى الشكر على النعمة ويكون بمعنى الثناء بجميل الفعال تقول حمدت الرجل على علمه وكرمه والشكر لا يكون إلا على النعمة فالحمد اعم من الشكر إذ لا تقول شكرت فلان على علمه فكل حامد شاكر وليس كل شاكر حامداً وقيل الحمد باللسان قولاً والشكر بالإحسان فعلاً. أ هـ الخازن - حـ١ - صـ ١٥
(٤) - مجمع البيان للطبرسي حـ١ - صـ٩٤