و[الصراط] أصله بالسين ؛ لأنه من الاستراط، بمعنى الابتلاع، فالسراط يبتلع السابلة، فمن قرأ بالسين فعلى أصل الكلمة، ومن قرأ بالصاد فلأنها أخف على اللسان ؛ لأن الصاد حرف مطبق كالطاء، فيتقاربان ويحسنان فى السمع.
ومن قرأ بالزاى : أبدل من السين حرفا مجهورا حتى يشبه الطاء فى الجهر، ويحتج بقول العرب [زقر] فى [صقر]
ومن قرأ بإشمام الزاى : فإنه لم يجعلها زايا خالصة ولا صادا خالصة لئلا يلتبس أصل الكلمة بأحدهما، وكلها لغات. أهـ [الوسيط للواحدى النيسابورى حـ١ صـ٦٨]
فإن قيل : كيف يطلبون الهداية من الله وهم مهتدون، لأن الله تعالى يقول :"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" [الأنعام : ١٢٥] ؟ والجواب : هذا سؤال من يقول بتناهي الألطاف من الله - تعالى - ومذهب أهل السنة أن الألطاف والهدايات من الله - تعالى - لا تتناهى، فيكون ذلك بمعنى طلب مزيد الهداية (١) ويكون بمعنى سؤال للتثبيت "اهدنا" بمعنى تثبتنا كما يقال القائم : قم حتى أعود إليك أي اثبت قائماً (٢). أ هـ
وقال ابن الجوزي - رحمه الله - [اهدنا] فيه أربعة أقوال : أحدها : ثبتنا قاله علي وأبي والثاني : أرشدنا، والثالث : وفقنا، والرابع : ألهمنا، وهذه الثلاثة عن ابن عباس (٣) - رضي الله عنهما - أ هـ
(٢) تفسير السمعاني حـ١ ص٣٨
(٣) تفسير زاد السير لابن الجوزي حـ١ ص١٤