وقال السمرقندي - رحمه الله - قال ابن عباس - رضي الله عنهما - "اهدنا الصراط المستقيم" وهو الإسلام، فإن قيل : أليس هذا الطريق المستقيم وهو الإسلام فما معنى السؤال ؟ قيل له : الصراط المستقيم هو الذي ينتهي بصاحبه إلى المقصود، فإنما يسأل العبد ربه أن يرشده الثبات على الطريق الذي ينتهي به إلى المقصود ويعصمه من السبل المتفرقة (١). أ هـ
وقال النسفي - رحمه الله - "اهدنا الصراط المستقيم" أي ثبتنا على المنهاج الواضح كقولك للقائم : قم حتى أعود إليك أي أثبت على ما أنت عليه أو اهدنا في الاستقبال كما هديتنا في الحال (٢). أ هـ
وقال ابن جزي - رحمه الله - في جوابه عن هذا السؤال : إن ذلك طلب للثبات عليه إلى الموت، أو الزيادة منه فإن الارتقاء في المقامات لا نهاية له (٣). أ هـ
وقال السعدي - رحمه الله - "اهدنا الصراط المستقيم" أي : دلنا وأرشدنا ووفقنا إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله وإلى جنته، وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط، فالهداية إلى الصراط لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علماً وعملاً، فهذا الدعاء من أجمع الأدعية، وأنفعها للعبد، ولهذا وجب على الإنسان أن يدع والله به في كل ركعة من صلاته لضرورته إلى ذلك(٤). أهـ
وقال الثعالبى - رحمه الله - : فمعنى قوله "اهدنا" فيما هو حاصل عندهم التثبيت والدوام، وفيما ليس بحاصل، إما من جهة الجهل به، أو التقصير في المحافظة عليه طلب الإرشاد إليه فكل داع به إنما يريد الصراط بكامله في أقواله وأفعاله ومعتقداته (٥). أ هـ
ما المراد بالصراط المستقيم ؟

(١) بحر العلوم للسمرقندي حـ١ ص٤٤
(٢) تفسير النسفي حـ١ ص٨
(٣) التسهيل حـ١ ص٣٣
(٤) تفسير السعدي ص٣٣
(٥) تفسير الثعالبى حـ١ ص٢٥


الصفحة التالية
Icon