وتَشْرَقَ بالقَوْلِ الذي قد أذعتَه...
كما شَرِقَتْ صَدْرُ القناة من الدم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣ صـ ١٧٧ ـ ١٧٨﴾
فائدة
قال الفخر :
وفي قوله ﴿فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا﴾ سؤال وهو : أنه تعالى إنما ينقذهم من الموضع الذي كانوا فيه وهم كانوا على شفا حفرة، وشفا الحفرة مذكر فكيف قال منها ؟.
وأجابوا عنه من وجوه
الأول : الضمير عائد إلى الحفرة ولما أنقذهم من الحفرة فقد أنقذهم من شفا الحفرة لأن شفاها منها
والثاني : أنها راجعة إلى النار، لأن القصد الإنجاء من النار لا من شفا الحفرة، وهذا قول الزجاج
الثالث : أن شفا الحفرة، وشفتها طرفها، فجاز أن يخبر عنه بالتذكير والتأنيث. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ١٤٤﴾
وقال الآلوسى :
﴿وَكُنتُمْ على شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النار﴾ أي وكنتم على طرف حفرة من جهنم إذ لم يكن بينكم وبينها إلا الموت وتفسير الشفا بالطرف مأثور عن السدي في الآية ووارد عن العرب ويثني على شفوان ويجمع على أشفاء ويضاف إلى الأعلى كـ ﴿شفا جرف هار﴾ [ التوبة : ١٠٩ ] وإلى الأسفل قيل : كما هنا وكون المراد من النار ما ذكرنا هو الظاهر وحملها على نار الحرب بعيد ﴿فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا﴾ أي بمحمد ﷺ قاله ابن عباس والضمير المجرور عائد إما على ﴿النار﴾، أو على حفرة أو على شفا لأنه بمعنى الشفة، أو لاكتسابه التأنيث من المضاف إليه كما في قوله :
وتشرق بالقول الذي قد أذعته... كما شرقت صدر القناة من الدم