والعطف على هذا عند بعض المحققين على قوله تعالى :﴿ أَنزَلَ عَلَيْكُم ﴾ والفصل بينهما مغتفر لأن الفاصل من متعلقات المعطوف عليه لفظاً أو معنى، وقيل : إنه لا حذف في الكلام وإنما هو معطوف على قوله تعالى :﴿ لّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ ﴾ [ آل عمران : ١٥٣ ] أي أثابكم بالغم لأمرين عدم الحزن والابتلاء، واستبعد بأن توسط تلك الأمور محتاج إلى نكتة حينئذٍ، وهي غير ظاهرة، وأبعد منه بل لا يكاد يقبل العطف على قوله تعالى :﴿ لِيَبْتَلِيَكُمْ ﴾ [ آل عمران : ١٥٢ ] أي صرفكم عنهم ليبتليكم وليبتلي ما في صدوركم، وجعله بعضهم معطوفاً على علة محذوفة وكلتا العلتين ﴿ لَبَرَزَ الذين ﴾ كأنه قيل لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم لنفاذ القضاء أو لمصالح جمة وللابتلاء.
واعترض بأن الذوق السليم يأباه فإن مقتضى المقام بيان حكمة ما وقع يومئذٍ من الشدة والهول لا بيان حكمة البروز المفروض، وإنما جعل الخطاب للمؤمنين لأنهم المعتدّ بهم ولأن إظهار حالهم مظهر لغيرهم.
وقيل : إنه لهم وللمنافقين أي ليبتلي ما في سرائركم من الإخلاص والنفاق، وقيل : للمنافقين خاصة لأن سوق الآية لهم.


الصفحة التالية
Icon