يا عبادي إنكم لن تَبلغوا ضَرِّي فَتُضرُّوني ولن تَبلْغُوا نفعي فَتَنْفَعُوني.
يا عبادي لو أن أوّلَكم وآخرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أَتْقَى قلبِ رجُلٍ واحدٍ منكم ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً.
يا عبادي لو أن أوّلَكُمْ وآخركُم وإنْسَكُم وجِنَّكُم كانوا على أفْجَر قلبِ رجُلٍ واحدٍ ما نَقَصَ ذلك من مُلْكِي شيئاً.
يا عبادي لو أن أوّلَكُم وآخرَكُمْ وإنْسَكُم وجِنَّكم قاموا في صَعيدٍ واحدٍ فَسألُوني فأعطيتُ كُلّ إنسان مَسْألَتَه ما نَقَصَ ذلك مما عندي إلاَّ كما يَنْقُضُ المِخْيَطُ إذا أدْخِلَ البحر.
يا عبادي إنما هي أعمالُكُم أُحْصِيها لكم ثم أُوَفِّيكُم إياها فمن وَجَد خَيْراً فليَحْمَدِ الله ومن وَجَد غيرَ ذلك فلا يَلُوَمَنَّ إلاَّ نَفْسَه" " خَرّجَهُ مسلم في صحيحه والترمذي وغيرهما، وهو حديث عظيم فيه طول يكتب كله.
وقيل : معنى ﴿ لَن يَضُرُّواْ الله شَيْئاً ﴾ أي لن يَضُرُّوا أولياء الله حين تركوا نصرهم إذ كان الله عزّ وجلّ ناصِرهم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٤ صـ ٢٨٥ ـ ٢٨٦﴾
قوله تعالى ﴿يُرِيدُ الله أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِى الآخرة﴾
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ يُرِيدُ الله أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخرة وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ أي نصيباً.
والحظّ النصيب والجَدّ.
يُقال : فلان أحظّ من فلان، وهو محظوظ.
وجمع الحَظ أحاظٍ على غير قياس.
قال أبو زيد : يُقال رجل حَظِيظ، أي جديدٌ إذا كان ذا حظّ من الرزق.
وحَظِظْت في الأمر أحَظّ.
وربما جُمع الحظ أحُظّاً.
أي لا يَجعل لهم نصيباً في الجنة.
وهو نَصّ في أن الخير والشر بإرادة الله تعالى. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٤ صـ ٢٨٦﴾