فوائد ولطائف لغوية
قال العلامة ابن الجوزى :

باب الموت


الموت حادث تزول معه الحياة والموتة الواحدة من الموت والموتان الموت أيضا يقال وقع في الإبل موتان شديد والموتة شبه الجنون يعتري الإنسان ومؤته - بالهمز أرض بها قتل جعفربن أبي طالب عليه السلام والموتان الأرض لم تحي بعد بزرع ولا إصلاح وكذلك الموات وذكر بعض المفسرين أن الموت في القرآن على سبعة أوجه - أحدها الموت نفسه ومنه قوله تعالى في آل عمران ( كل نفس ذائقة الموت ) وفي الزمر ( إنك ميت وإنهم ميتون ) وفي الجمعة ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )
والثاني النطفة ومنه قوله تعالى في البقرة ( وكنتم أمواتا فأحياكم ) وفي المؤمن ( ربنا أمتنا اثنتين ( وأحييتنا اثنتين ) فالموتة الأولى كونهم نطفا والثالث الضلال ومنه قوله تعالى في الأنعام ( أو من كان ميتا فأحييناه ) وفي النمل ( فإنك لا تسمع الموتى ) وفي الملائكة ( وما يستوي الأحياء ولا الأموات ) والرابع الجدب ومنه قوله تعالى في الأعراف ( فسقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء ) وفي فاطر ( فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها ) وفي يس ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها ) وفي الزخرف ( فأنشرنا به بلدة ميتا ) كل بلد ميت في القرآن فالمراد به الأرض المجدبة والخامسة الحرب ومنه قوله تعالى في آل عمران ( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه ) والسادس الجماد - ومنه قوله تعالى في النحل ( أموات غير أحياء ) يعني الأوثان والسابع الكفر ومنه قوله تعالى في آل عمران ( وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ) فالميت ها هنا
الكافر وبعضهم يلحقه بقسم النطفة وقد ألحق بعضهم وجها ثامنا فقالوا والموت الطاعون ومنه قوله تعالى ( في البقرة ) ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ) وليس كما قال وإنما معناه حذر الموت بالطاعون لأنه كان قد نزل بهم وهذا قول ابن عباس. أ هـ ﴿نزهة الأعين النواظر صـ ٥٦٩ ـ ٥٧١﴾


الصفحة التالية
Icon