كلام نفيس للإمام الذهبى رحمه الله فى أكل مال اليتيم
قال عليه الرحمة :
قال الله تعالى :" إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً ". وقال الله تعالى :" ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ".
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال في المعراج :" فإذا أنا برجال وقد وكل بهم رجال يفكون لحاهم وآخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم وتخرج من أدبارهم فقلت : يا جبريل من هؤلاء قال : الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً. رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : يبعث الله عز وجل قوماً من قبورهم تخرج النار من بطونهم تأجج أفواههم ناراً فقيل من هم يا رسول الله ؟ قال : ألم تر أن الله تعالى يقول :" إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً ".
وقال السدي رحمه الله تعالى : يحشر آكل مال اليتيم ظلماً يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وأنفه وعينه كل من رآه يعرفه أنه آكل مال اليتيم.
قال العلماء : فكل ولي ليتيم إذا كان فقيراً فأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحه وتنمية ماله فلا بأس عليه وما زاد على المعروف فسحت حرام لقول الله تعالى " ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف ". وفي الأكل بالمعروف أربعة أقوال أحدها أنه الأخذ على وجه القرض والثاني الأكل بقدر الحاجة من غير إسراف والثالث أنه أخذ بقدر إذا عمل لليتيم عملاً والرابع أنه الأخذ عند الضرورة فإن أيسر قضاه وإن لم يوسر فهو في حل وهذه الأقوال ذكره ابن الجوزي في تفسيره.