وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : جائزٌ بيضة ببيضتين وأكثر ؛ لأنه مما لا يدّخر، وهو قول الأُوزاعيّ. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٣ صـ ٣٥٢ ـ ٣٥٣﴾
قوله تعالى :﴿لا يقومون إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذى يَتَخَبَّطُهُ الشيطان مِنَ المس﴾
قال ابن عاشور :
قوله :﴿لا يقومون﴾ حقيقة القيام النهوض والاستقلال، ويطلق مجازاً على تحسّن الحال، وعلى القوة، من ذلك قامت السوق، وقامت الحرب.
فإن كان القيام المنفي هنا القيام الحقيقي فالمعنى : لا يقومون يوم يقوم الناس لرب العالمين إلاّ كما يقوم الذي يتخبّطه الشيطان، أي إلاّ قياماً كقيام الذي يتخبّطه الشيطان، وإن كان القيامَ المجازي فالمعنى إما على أنّ حرصهم ونشاطهم في معاملات الربا كقيام المجنون تشنيعاً لجشعهم، قاله ابن عطية، ويجوز على هذا أن يكون المعنى تشبيه ما يعجب الناس من استقامة حالهم، ووفرة مالهم، وقوة تجارتهم، بما يظهر من حال الذي يتخبّطه الشيطان حتى تخاله قوياً سريع الحركة، مع أنّه لا يملك لنفسه شيئاً.
فالآية على المعنى الحقيقي وعيد لهم بابتداء تعذيبهم من وقت القيام للحساب إلى أن يدخلوا النار، وهذا هو الظاهر وهو المناسب لقوله :﴿ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربوا﴾، وهي على المعنى المجازي تشنيع، أو توعّد بسوء الحال في الدنيا ولُقِّيَ المتَاعب ومرارة الحياة تحت صورة يخالها الرائي مستقيمة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣ صـ ٨١ ـ ٨٢﴾

فصل


قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon