وما لحد الادخار مده... والتادلى بستة قد حده
والخلف في اشتراط كونه اتخذ... للعيش عرفاً، وبالإسقاط اخذ
تظهر فائدته في أربع... غلبة العيش بها لم تقع
والأربع التي حوى ذا البيت... بيض وتين وجراد زيت
في البيض والزيت والربا قد انحظر... رعياً لكون شرطها لم يعتبر
وقد رعى اشتراطها في المختصر... في التين وحده ففيه ما حظر
ورعى خلف في الجراد باد... لذكره الخلاف في الجراد
وحبة بحبتين تحرم... إذا الربا قليله محرم
ثم ذكرت بعد ذلك الخلاف في ربوية البيض بقولي :
وقول إن البيض ما فيه الربا... إلى ابن شعبان الإمام نسبا
وأصح الروايات عن الشافعي أن علة الربا في الأربعة الطعم فكل مطعوم يحرم فيه عنده الربا كالأقوات، والإدام، والحلاوات، والفواكه والدوية. واستدل على أن العلة الطعم بما رواه مسلم من حديث معمر بن عبد الله رضي الله عنه أن النَّبي ﷺ قال :" الطعام بالطعام مثلاً بمثل " الحديث. والطعام اسم لكل ما يؤكل قال تعالى :﴿كُلُّ الطعام كَانَ حِلاًّ لبني إِسْرَائِيلَ﴾ [ آل عمران : ٩٣ ] الآية وقال تعالى :﴿فَلْيَنظُرِ الإنسان إلى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا المآء صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقّاً فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً﴾ [ عبس : ٢٤-٢٨ ] الآية وقال تعالى :﴿وَطَعَامُ الذين أُوتُواْ الكتاب حِلٌّ لَّكُمْ﴾ [ المائدة : ٥ ] والمراد ذبائحهم.
وقالت عائشة رضي الله عنها مكثنا مع رسول الله ﷺ سنة ما لنا طعام إلا الأسودان التمر والماء. وعن أبي ذر رضي الله عنه في حديثه الطويل، في قصة إسلامه، قال : قال رسول الله ﷺ :" فمن كان يطعمك ؟ " قلت : ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى كسرت عكن بطني، قال :" إنها مباركة إنها طعام طعم " رواه مسلم وقال لبيد :
لمعفر قهد تنازع شلوه... غبس كواسب ما يمن طعامها