( ولا يتمنونه أبدا ) [ الجمعة/٧] فتأمل هذه اللطيفة ـ أسعدك الله بتقواه ومتعك في الجنة برؤياه ـ هذا وقد حاولت جاهدا ذكر كلام السادة المفسرين بعباراتهم الرشيقة كما وردت خوفا من الوقوع في الزلل، ولم أتصرف فيها إلا في القليل النادر، والنادر لا حكم له، مثل حذف الأسانيد مراعاة للإيجاز وتيسيرا على القارىء، فإنه أقرب لفهم المراد، وكذلك لم أذكر ترجيح بعض الأقوال على بعض إلا من خلال كلام المفسرين إلا في النادر أيضا، ولم أتعرض للحديث عن جميع آيات القرآن، بل اخترت بعضا منها مما أذن الله فيه لبعض المفسرين بالاطلاع على بعض ما حوت من الحكم والأسرار، وقد رجعت ـ ويعلم الله ـ في أكثر المواضع إلى ما يقرب من أربعين تفسيرا ـ مرشحة للزيادة في الأجزاء القادمة إن شاء الله وهذا فضلا عن كتب علوم القرآن وغيرها من سائر المتفرقات في مختلف الفنون، فإن وجدت أحدا منهم انفرد بلطيفة ذكرتها، وإن وجدتهم متفقين على المراد اكتفيت بذكرها عند أحدهم، وفى الختام ما كان في هذا المؤلف من خير وعلم، فالفضل فيه لله تعالى وحده، ثم لأولئك العلماء النجباء النجوم الزواهر والقمم العوالى الذين تألق نجمهم وتلألأ نورهم، فرضى الله عنهم أجمعين وأجزل لهم المثوبة، وما كان من خطإ وتقصير فمن العاجز الفقير كثير الزلات، ومن الشيطان، فمن رأى شيئا من ذلك فليدركه بفضلة من الحلم وليصلحه من جاد مقولا ـ على حد تعبير الإمام الشاطبى ـ ولا يصلحه من رأيه، بل يرجع إلى كتب أولئك الأعلام، فهم أهل الذكر في هذا التخصص، وهم المهرة في هذا السباق وما أحسن ما قيل :
وإن تجد عيبا فسد الخللا | فجل من لاعيب فيه وعلا |