والقرآن بحر متلاطم الأمواج لا قعر له ولا ساحل، تذهب فيه حيلة السابح قال الإمام السمرقندى فى مقدمة تفسيره [ حـ١ صـ ٢٥] : وقد روى عن على ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : ما من شيء إلا وعلمه في القرآن غير أن آراء الرجال تعجز عنه انتهى كلامه. والله أسأل أن يجعل هذا العمل المتواضع خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يجعله لمن رام دخول جنة التفسير سراجا للمبتدئين، وعونا للباحثين وتذكارا للعلماء المحققين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
... أبو إبراهيم
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد القماش
إمام وخطيب مسجد بورسلى ـ رأس الخيمة ـ
ذاقوا حلاوة القرآن فقالوا
قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ في مقدمة الشاطبية :
وإن كتاب أوثق شافع
وأغني غناء واهباً متفضلاً
وخير جليس لا يمل حديثه
ووترداده يزداد فيه تجملاً
وحيث الفتي يرتاع في ظلماته
من القبر يلقاه سنا متهللاً
هنالك يهنيه مقيلاً وروضة
ومن أجله في ذروة العز يجتلي
يناشد في أرضائه لحبيبه
وأجدر به سؤلاً إليه موصلاً
فيا أيها القارئ به متمسكاً
مجلاً له في كل حال مبجلاً
هنيئاً مريئاً والداك عليهما
ملابس أنوار من التاج والحلا
فما ظنكم بالنجل عند جزائه
أولئك أهل الله والصفوة الملا
أولو البر والإحسان و الصبر والتقى
حلاهم بها جاء القرآن مفصلاً
عليك بها ماعشت فيها منافساً
وبع نفسك الدنيا بأنفاسها العلا
إلى أن قال :
أقول لحر والمروءة مرؤها
لإخوته المرآت ذو النور مكحلاً
أخي أيها المجتاز نظمي ببابه
ينادي عليه كاسد السوق أجملا
وظن به خيراً وسامح نسيجه
بالإغضاء والحسني وإن كان هلهلا
وسلم لإحدى الحسنيين إصابة
والأخرى اجتهاد رام صوباً فأمحلا
وإن كان خرق فأدركه بفضله
من الحلم وليصلحه من جاد مقولا
وقل صادقاً لولا الوئام وروحه
لطاح الانام الكل في الخلق والقلا
(١/١٤)
وعش سالماً صدرا وعن غيبة فغب