تحضر حظار القدس أنقي مغسلاً
وهذا زمان الصبر من لك بالتي
كقبض على جمر فتنجو من البلا
ولو أن عيناً ساعدت لتوكفت
سحائبها بالدمع ديما وهطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها
فيا ضيعة الاعمار تمشي سبهللا
بنفسي من استهدى إلى الله وحده
وكان له القرآن شرباً ومغسلا
وطابت عليه أرضه فتفقت
بكل عبير حتى اصبح مخضلا
فطوبى له والشوق يبعث همه
وزند الأسى يهتاج في القلب مشعلا
هو المجتبي يغدو على الناس كلهم
قريباً غريباً مستمالا مؤملا
يعد جميع الناس مولي لأنهم
على ما قضاه الله يجرون أفعلا
يري نفسه بالذم أولى لأنها
على المجد لم تلعق من الصبر والألا
وقد قيل كن كالكلب يقصيه اهله
وما يأتلي في نصحهم متبذلا
لعل إله العرش يا أخوتى يقي
جماعتنا كل المكاره هو لا
ويجعلنا ممن يكون كتابه
شفيعاً لهم إذا ما نسوه فيمحلا
وبالله حولي واعتصامى وقوتي
ومالي إلا ستره متجللا
فيارب أنت الله حسبي وعدتي
عليك اعتمادي ضارعا متوكلاً(١)
وقال حجة الإسلام الإمام الغزالى ـ رحمه الله ـ فى الإحياء ما نصه :
الباب الثالث في أعمال الباطن في التلاوة وهي عشرة فهم
أصل الكلام ثم التعظيم ثم حضور القلب ثم التدبر ثم التفهم ثم التخلي عن موانع الفهم ثم التخصيص ثم التأثر ثم الترقي ثم التبري
فالأول فهم عظمة الكلام وعلوه وفضل الله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقه في نزوله عن عرش جلاله إلى درجة إفهام خلقه
فلينظر كيف لطف بخلقه في إيصال معاني كلامه الذي هو صفة قديمة قائمة بذاته إلى أفهام خلقه، وكيف تجلت لهم تلك الصفة في طي حروف وأصوات هي صفات البشر إذ يعجز البشر عن الوصول إلى فهم صفات الله عز وجل إلا بوسيلة صفات نفسه
(١/١٥)