قال الخازن - رحمه الله -(١) " الرب بمعنى المالك كما يقال : رب الدار، ورب الشيء أي مالكه، ويكون بمعنى التربية والإصلاح يقال : رب فلان الضيعة يربها إذا أصلحها، فالله مالك العالمين، ومربيهم، ومصلحهم، ولا يقال الرب للمخلوق معرفاً بل يقال :" رب الشيء مضافاً ". أ هـ
وقال ابن عطية - رحمه الله - (٢) " والرب في اللغة : المعبود، والسيد المالك، والقائم بالأمور المصلح لما يفسد منها - ثم قال : وهذه الاستعمالات قد تتداخل فالرب على الإطلاق الذي هو رب الأرباب على كل جهة هو الله تعالى.
و[ العالمين ] جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله تعالى - ولفظة العالم جمع لا واحد له من لفظه وهو مأخوذ من العلم والعلامة، لأنه يدل على موجده كذا قال الزجاج. أ هـ
قال الزجاج : العالم كل ما سوى الله في الدنيا والآخرة (٣). أ هـ
وقال القشيري - رحمه الله - " الرب هو السيد، والعالمون جميع المخلوقات، واختصاص هذا الجمع بلفظ العالمين لاشتماله على العقلاء والجمادات فهو مالك الأعيان ومنشيها، وموجد الرسوم والديار بما فيها.
ويدل اسم الرب أيضاً على تربية الخلق، فهو مرب نفوس العابدين بالتأييد ومرب قلوب الطالبين بالتسديد، ومرب أرواح العارفين بالتوحيد وهو مرب الأشباح بوجود النعم، ومرب الأرواح بشهود الكرم.
ويدل اسم الرب أيضاً على إصلاحه لأمور عباده من ربيت العديم أربه، فهو مصلح أمور الزاهدين بجميل رعايته، ومصلح أمور العابدين بحسن كفايته، ومصلح أمور الواجدين بقديم عنايته، أصلح أمور قوم فاستغنوا بعطائه، وأصلح أمور آخرين فاشتاقوا للقائه، وثالث أصلح أمورهم فاستقاموا للقائه(٤). أ هـ

(١) تفسير الخازن حـ١ ص١٥
(٢) المحرر الوجيز حـ١ ص٦٧
(٣) تفسير القرطبي حـ١ ص ١٠٥
(٤) لطائف الإشارات حـ١ ص ٤٦-٤٧
(٢/١)
فائدة


الصفحة التالية
Icon