سبب وصف الطائفتين بالإيمان
بقي هنا نقاش عند العلماء في سبب نزولها أو عدم نزولها، فهم يقولون: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الحجرات: ٩]، يقول بعض العلماء: لماذا لم يقل: وإن طائفتان منكم، وقد قال في أولها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحجرات: ٦] ؟ وهم فعلاً منهم؛ لأنه من المؤمنين، لكن قال: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأحزاب: ٢٣]، كأنه يثير معنى الإيمان في هؤلاء وهؤلاء من المخاطبين، كأنه يقول: ما كان ينبغي للمؤمنين أن يقتتلوا، وما كان ينبغي أن يقع ذلك؛ فإن وقع فهو نادر وعلى خلاف الأولى.
﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ﴾ [الحجرات: ٩]، قال: وإن طائفتان بدل فرقتان أو جماعتان أو شخصان، قالوا: الطائفة أقل من الفرقة، بدليل قوله: ﴿فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ﴾ [التوبة: ١٢٢].
﴿اقْتَتَلُوا﴾ [الحجرات: ٩]، لم يقل: يقتتلوا؛ لأن يقتتلوا للحاضر، وقد تكون واقعة عين وينتهي الحكم، واقتتلوا.
أي: وقع القتال بين طائفتين في أي زمان ومكان، فعليكم أن تقوموا بالإصلاح.