٥٦- قوله: ﴿وأسروه بضاعة﴾ أي وأسره الواردون من بقية السيارة وقالوا: اشتريناه وتبضعناه من أصحاب الماء مخافة أن يشاركوهم فيه إذا علموا خبره، و القول الثاني إخوة يوسف أسروا شأنه، وكتموا أن يكون أخاهم، وقالوا أن هذا عبدا هارب.
٥٧- إن السارق يتصرف في البضاعة بسرعة ولو كان بأبخس الأثمان.
٥٨- البشارة بالأمر السار ( قال يا بشرى هذا غلام ) وقد تكون البشارة بالأمر السيئ ( فبشرهم بعذاب أليم ) لكن اكثر ما تستعمل البشارة في الأمر الحسن
٥٩- يجوز إعطاء مقابل لمن بشرك بالخير كما أن كعب (رضى الله عنه) لما جاءه الذي يبشره بتوبة الله عليه خلع له قميصه فأعطاه إياه.
٦٠- ﴿والله عليم بما يعملون﴾ قال ابن كثير رحمه الله : أي عليم بما يفعله إخوة يوسف ومشتروه، وهو قادر على تغيير ذلك ودفعه، ولكن له حكمة وقدر سابق، فترك ذلك ليمضي ما قدره وقضاه ﴿ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين﴾ وفي هذا تعريض لرسوله محمد ﷺ وإعلام له بأني عالم بأذى قومك لك، وأنا قادر على الإنكار عليهم، ولكني سأملي لهم ثم أجعل لك العاقبة والحكم عليهم، كما جعلت ليوسف الحكم والعاقبة على إخوته.
٦١- أن الشراء يطلق على البيع و الشراء قال (وشروه بثمن بخس)يعنى باعوه بثمن بخس.
أن بيع الحر و أكل ثمنه من الكبائر العظيمة و هكذا فعل هؤلاء باعوا حراً وأكلوا ثمنه ٩-
٦٢- قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
قوله: ﴿وشروه﴾ عائد على إخوة يوسف. وقال قتادة: بل هو عائد على السيارة. والأول أقوى، لأن قوله: ﴿وكانوا فيه من الزاهدين﴾ إنما أراد إخوته لا أولئك السيارة، لأن السيارة استبشروا به وأسروه بضاعة، ولو كانوا فيه زاهدين لما اشتروه، فترجح من هذا أن الضمير في ﴿شروه﴾
٦٣- مِنَّة الله على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز و ليس أن يكون ذليلا مهاناً، لذا قال عزيز مصر لامرأته( أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو تتخذه ولدا ).


الصفحة التالية
Icon