٨١- عظم جمال يوسف عليه السلام الذي أخذ بالألباب وقال عليه الصلاة والسلام ( إن يوسف أوتى شطر الحسن ) جزء من حديث الإسراء قال صلي الله علية وسلم ( ثم عرج بي إلى السماء الثالثة. فاستفتح جبريل. فقيل: من أنت؟ قال جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد ﷺ. قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه: ففتح لنا. فإذا أنا بيوسف ﷺ. إذا هو قد أعطي شطر الحسن. قال: فرحب ودعا لي بخير. رواه مسلم
٨٢- قوله تعالى :( ولقد همت به وهما بها..) أصح الأقوال قي معنى هذه الآية قولان :
الأول / في الكلام تقديما وتأخيرا، تقديره: ولقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها، فلما رأى البرهان، لم يقع منه الهم، و هذا القول يرجحه الشيخ الشنيقطي رحمه الله في كتابه أضواء البيان.
الثاني / إن المراد بهم يوسف هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى، وهذا لا معصية فيه. لأنه أمر جبلي لا يتعلق به التكليف بل هذه صفة مدح لأنه امتنع مع وجود أسباب المعصية فالأحاديث جاءت أن الإنسان لا يحاسب على هم القلب وإنما على الفعل فيوسف هنا لم يذنب بدليل أنه لم يرد بعد ذلك استغفار له لأنه لم يذنب نبي في القرآن إلا وجاء بعده استغفار كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمه في مجموع الفتاوى و هذا القول يرجحه شيخ الاسلام ابن تيميه و السعدي في تفسيره و سماحة الشيخ ابن باز رحمه.
قال شيخ الاسلام ابن تيميه :
(أن الهم من يوسف لما تركه للّه كان له به حسنة، ولا نقص عليه. وثبت في الصحيحين من حديث السبعة الذين يظلهم اللّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله :( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال : إني أخاف اللّه رب العالمين ) وهذا لمجرد الدعوة، فكيف بالمراودة والاستعانة والحبس ؟ )
و يدل على ذلك أنه ﷺ كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول
«اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك» يعني ميل القلب الطبيعي.


الصفحة التالية
Icon