( فعلى العبد أن يسعى في إصلاح نفسه وإخراجها من هذا الوصف المذموم، وهو أنها أمارة بالسوء، وذلك بالاجتهاد وتخلقها بأحسن الأخلاق وسؤال الله على الدوام، وأن يكثر من الدعاء المأثور : اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئ الأعمال والأخلاق، لا يصرف عني سيئها إلا أنت. )
١٥٧- قوله تعالى﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾ و قوله ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾قيل انه من كلام بوسف عليه السلام و الصحيح كما رجحه شيخ الاسلام ابن تيميه و ابن القيم و ابن كثير و السعدي أنه من قول امرأة العزيز
قال شيخ الاسلام ابن تيميه :
( أن قوله :﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ﴾ [ يوسف : ٥٢ ]، إذا كان معناه ـ على ما زعموه : أن يوسف أراد أن يعلم العزيز أني لم أخنه في امرأته ـ على قول أكثرهم، أو ليعلم الملك أو ليعلم اللّه لم يكن هنا ما يشار إليه، فإنه لم يتقدم من يوسف كلام يشير به إليه، ولا تقدم / ـ أيضاً ـ ذكر عفافه واعتصامه؛ فإن الذي ذكره النسوة قولهن :﴿ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ﴾ [ يوسف : ٥١ ]، وقول امرأة العزيز :﴿ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ ﴾ [ يوسف : ٥١ ]، وهذا فيه بيان كذبها فيما قالته أولا، ليس فيه نفس فعله الذي فعله هو.
فقول القائل : إن قوله :﴿ ذلك ﴾ من قول يوسف ـ مع أنه لم يتقدم منه هنا قول ولا عمل ـ لا يصح بحال. )
و قال شيخ الاسلام ابن تيميه :


الصفحة التالية
Icon