والباطن: يدل على إطلاعه على بواطن الأمور، وخفايا النفوس، والغيب المطلق، والغيب المؤقت، وكل ما تعجز عن إدراكه لا يعلم باطنه إلا هو- سبحانه وتعالى-.
ونحب أن نؤكد في هذا المقام أن أسماء الله- تعالى - :" توقيفية لا مجال للعقل فيها وعلى هذا، فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى :﴿ ولا تقفُ ما ليس لك به علمٌ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ﴾
ولقوله تعالى-أيضا-:﴿ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ﴾
ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار ما سمي به نفسه جناية في حقه تعالى فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص".(١)
ما ترشد إليه الآية الكريمة
- فضل هذه الآية الكريمة، لاشتمالها على هذه الأسماء الحسنى.
أن أسماء الله- تعالى - :" توقيفية لا مجال للعقل فيها.
الله – سبحانه- وتعالى- السابق على كل موجود، من حيث إنه موجده ومحدثه.
الله- سبحانه وتعالى- الباقي بعد فناء كل شيء.
الله- سبحانه وتعالى- العالي فوق كل شيء، والعالم بباطن كل شيء.
شمولية علم الله- سبحانه وتعالى- فهو- جل شأنه- يعلم السر وأخفى.
خلق السماوات والأرض والاستواء على العرش
قال الله تعالى:
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ * يُولِجُ الْلَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الْلَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾(٢)
مناسبة الآيات لما قبلها
موقع على الإنترنت.
(٢) الآيات: ٤-٦، من السورة الكريمة.