ونقول نحن المسلمون: فيما انتهى إلينا عن رسول الله - ﷺ - ابتدأ الله الخلق يوم السبت، وهذا القول الذي حكاه ابن إسحاق عن المسلمين، مال إليه طائفة من الفقهاء، من الشافعية وغيرهم، و فيه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - قال : أخذ رسول الله – ﷺ - بيدي فقال:﴿ خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل ﴾.(١)
والقول بأنه الأحد، رواه ابن جرير عن السدي، عن أبي مالك، وأبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن جماعة من الصحابة، ورواه أيضا عن عبد الله بن سلام، واختاره ابن جرير، وهو نص التوراة، ومال إليه طائفة آخرون من الفقهاء، وهو اشبه بلفظ الأحد، ولهذا كمل الخلق في ستة أيام، فكان آخرهن الجمعة، فاتخذه المسلمون عيدهم في الأسبوع، وهو اليوم الذي أضل الله عنه أهل الكتاب قبلنا
والاستواء في كلام العرب(٢): هو العلو والاستقرار، قال الجوهري: واستوى من اعوجاج واستوى على ظهر دابته، أي استقر، واستوى إلى السماء: أي قصد، واستوى: أي استوى وظهر،
وقوله تعالى ﴿على العرش﴾ لفظ مشترك يطلق على أكثر من واحد،
قال الجوهري وغيره: العرش سرير الملك، وفي التنزيل:﴿ نكروا لها عرشها﴾ ﴿ورفع أبويه على العرش﴾ والعرش: سقف البيت، والجمع : عروش، والعرش أسم لمكة، والعرش الملك والسلطان، يقال ثل عرش فلان، إذا ذهب ملكه وسلطانه وعزه.
قوله تعالى:﴿ يعلم ما يلج في الأرض﴾ أي يدخل فيها من مطر وغيره.
﴿ وما يخرج منها﴾ أي من نبات وغيره. ﴿ وما ينزل من السماء﴾ من رزق و مطر وغيره
﴿وما يعرج فيها ﴾ أي يصعد إليها من الملائكة وأعمال العباد.
﴿ وهو معكم أينما كنتم ﴾ أي بقدرته وسلطانه وعلمه،( وهذا تمثيل للإحاطة بما يصدر منهم أينما داروا في الأرض من بر وبحر)(٣).

(١) مسلم / باب/ابتداء الخلق، وخلق آدم – عليه السلام- حديث رقم/٢٧٨٩، وابن حبان: رقم/٦١٦١(١٤/٣٠).
(٢) القرطبي: ٧/٢٢٠.
(٣) فتح القدير٥/ ١٦٦والقرطبي١٧/٢٣٧وأبى السعود ٨/٢٠٤.


الصفحة التالية
Icon