قبل الشروع في تحليل هذه السورة الكريمة، يجدر بنا أن نقدم بين يديها عدة أمور للتعريف بها.
فنقول ومن الله - عز وجل- نستمد منه العون والتوفيق:-
سورة الحديد هي السورة(٥٧) السابعة والخمسون في ترتيب المصحف الشريف، وهي آخر سورة فى الجزء السابع والعشرين، من أجزاء القرآن الكريم.
وقد نزلت بعد سورة الزلزلة.(١)
وجه تسمية سورة الحديد باسمها
في اختصاص كل سورة بما سميت به، ينبغى النظر فى وجه اختصاص كل سورة بما سميت به، ولا شك أن العرب تراعى فى الكثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب، و يكون فى الشىء من خلق أو صفة تخصه، أو تكون معه حكم أو أكثر، أو أسبق لإدراك الرائى للمسمى، ويسمون الجملة من الكلام أو القصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها، وعلى ذلك جرت أسماء سور الكتاب العزيز.(٢)
ومن هذا المنطلق يقول العلامة القاسمي(٣):" سميت به لأنه ناصر لله ولرسوله- ﷺ – في الجهاد، فنزل منزلة الآيات الناصرة لله ولرسوله، على أنه سبب لإقامة العدل، كالقرآن. وأيضا أنه جامع للمنافع، فأشبهه أيضا، فسميت سورة ذكر فيه، بذلك".
عدد آياتها:
وعدد آياتها(٢٩) تسع وعشون آية في المصحف الكوفي، وثمان وعشرون في غيره.
زمان السورة الكريمة:
السورة الكريمة من السور المدنية على الرأى الصحيح، بل قال النقاش: إنها مدنية بإجماع المفسرين، ونظم آياتها، وما تشير إليه، يؤيده قطعا(٤).
أخرج جماعة عن ابن عباس: أنها نزلت بالمدينة، وقال النقاش وغيره: هي مدنية بإجماع المفسرين، ولم يسلم له، فقد قال قوم : إنها مكية، نعم الجمهور كما قال ابن الفرس على ذلك، وقال ابن عطية : لا خلاف أن فيها قرآنا مدنيا لكن يشبه أن يكون صدرها مكيا، ويشهد لها: ما أخرجه البزاز في مسنده، والطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي، وابن عساكر، عن عمر- رضي الله تعالى عنه-: أنه دخل على أخته قبل أن يسلم، فإذا صحيفة فيها أول سورة الحديد، فقرأه حتى بلغ:﴿آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين﴾ فيه فأسلم.

(١) وهذا مبني على أن ترتيب السور توقيفي، وهذا هو الراجح عند العلماء.
(٢) البرهان في علوم القرآن ج: ١ ص: ١٨٩.
(٣) محاسن التأويل: م٩ج١٦/٣٠.
(٤) المصدر السابق، ونفس الجزء والصفحة.


الصفحة التالية
Icon