ومن ذلك التعبير عن الإنفاق بالقرض، إذ القرض معناه: إخراج المال، وانتظار ما يقابله من بدل".
ما ترشد إليه الآيات الكريمات
الدعوة إلى الإيمان بالله-عز وجل- وبرسوله- صلى الله عليه وسلم-.
أن أصل الملك لله – سبحانه- وأن العبد ليس له فيه، إلا التصرف الذي يرضي الله – سبحانه وتعالى-.
أنه لا حكم قبل ورود الشرائع.
تفاوت درجات المنفقين، فلا يستوى من أنفق قبل الفتح، ومن أنفق بعده.
فضل السابقين من المهاجرين والأنصار.
فضل أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- وتقديمه، لأنه أول من أسلم، وأنفق في سبيل الله، وخاصم الكفار، حتى ضرب ضربا شديدا أشرف على الهلاك.
درجات الجنة تتفاضل، فالذين أنفقوا من قبل الفتح في أفضلها.
- الدعوة إلى الإنفاق فى وجوه الخير، وإلى الجهاد فى سبيل الله- عز وجل -.
نور المؤمنين والمؤمنات على الصراط
قال الله تعالى:
﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم﴾.(١)
مناسبة الآية الكريمة لما قبلها
بعد أن دعا الحق- سبحانه وتعالى- عباده إلى التمسك بالإيمان به- عز وجل-وبرسوله- صلى الله عليه وسلم- وإلى تنفيذ تكاليف هذا الإيمان، ووعدهم على ذلك بأجزل الثواب، بين- سبحانه- بعد ذلك ما أعده للمؤمنين الصادقين من ثواب عظيم، وهو هذا النور الذى يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، ومعهم تبشيرهم بما أعده الله لهم من نعيم عنده.
تحليل المفردات والتراكيب
قوله تعالى:﴿يوم ترى ﴾ العامل في يوم قوله:﴿ وله أجر كريم ﴾أو منصوب بإضمار أذكر، تعظما لذلك اليوم.(٢)
والرؤية هنا: رؤية عين، والجمهور: أن النور هنا، هو نور حقيقة، وقد روي في هذا عن ابن عباس وغيره أثار مضمنها أن كل مؤمن ومظهر للإيمان يعطي يوم القيامة نور، فيطفأ نور كل منافق، ويبقى نور المؤمنين، حتى أن منهم من نوره يضيء كما بين مكة وصنعاء.(٣)
(٢) تفسير النسفي ٤/٢١٦
(٣) تفسير الثعالبي ج: ٤ ص: ٢٦٣