وتقول لهم الملائكة: على سبيل التكريم والتحية: نبشركم اليوم بجنات عظيمة تجرى من تحت ثمارها وأشجارها الأنهار العذبة، حالة كونكم خالدين فيها خلودا أبديا، وذلك الذى أنتم فيه من نور يسعى بين أيديكم، ومن جنات أنتم خالدون فيها، هو الفوز العظيم. الذي لا يساويه فوز أو فلاح.
وقد وردت آثار بتبشير هذه الأمة المحمدية منها:
ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي الدر داء - رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-﴿ أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة، وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه، فأنظر إلى مابين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم، ومن خلفي مثل ذلك، وعن يميني مثل ذلك، وعن شمالي مثل ذلك، فقال رجل يا رسول الله: كيف تعرف أمتك من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال: هم غر محجلون من أثر الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم تسعى من بين أيديهم ذريتهم﴾.(١)
ما ترشد إليه الآية الكريمة
بشارة هذه الأمة المحمدية بالنور التام يوم القيامة.
التنبيه على أن كلا من الذكر والأنثى، له أجره على عمله الصالح، بدون إجحاف أو محاباة لجنس على جنس.
- السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من بين أيديهم وبأيمانهم.
- جهة اليمين أشرف الجهات، ولذلك يسعى نور المؤمنين عن أيمانهم.
- نور المؤمنين على الصراط دليلهم إلى الجنة.
- أن السعادة الحقيقية، والفوز العظيم، في دخول المؤمن الجنة﴿... فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز...﴾.(٢)
حوار على الصراط بين المنافقين والمؤمنين
قال الله تعالى:
﴿يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِداْ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾.(٣)

(١) مسند الإمام أحمد: ٥/ ١٩٩.
(٢) من الآية / ١٨٥، من سورة آل عمران.
(٣) من الآية /١٣ – ١٥، من السورة الكريمة.


الصفحة التالية
Icon