وهذا القول الصادر من المنافقين والمنافقات للمؤمنين يقولون ذلك، لما أن المؤمنين يسرع بهم الى الجنة كالبرق الخاطف، على ركاب تزف بهم، وهؤلاء مشاة، أو انظروا إلينا، فإنهم إذا نظروا إليهم استقبولهم بوجوههم، فيستضيئون بالنور الذى بين أيديهم.
فبماذا أجابهم المؤمنون؟ قالوا طردا لهم وتهكما بهم : ارجعوا وراءكم، أي إلى الموقف فالتمسوا نورا، فإنه من ثم يقتبس، أو إلى الدنيا فالتمسوا النور بتحصيل ميادينه من الإيمان والأعمال الصالحة أو ارجعوا خائبين خاسئين فالتمسوا نورا آخر، وقد علموا أن لا نور وراءهم، فضرب بين الفريقين بحائط باطنه وهو الجانب الذي يلي الجنة فيه الرحمة، وظاهره وهو الطرف الذي يلي النار من جهته العذاب
ولكن ماذا يفعلون بعد ضرب السور ومشاهدة العذاب ؟ إنهم يحاولون التماس الأعذار والمبررات- وهذا هو شأن المنافقين والمنافقات فى كل زمان ومكان- كي يجدوا خلاصا لهذا الموقف العصيب، وذلك عن طريق دعواهم الكاذبة، قائلين لهم: ألم نكن في الدنيا معكم، ، قالوا : بلى، كنتم معنا بحسب الظاهر، ولكنكم فتنتم أنفسكم، بالنفاق وأهكلتموها، وتربصتم بالمؤمنين الدوائر، وارتبتم في أمر الدين، وغرتكم الأمانى الفارغة، حتى جاء الموت، وهو أمر الله الذى إذا جاء لا يؤخر، وغركم بالله الكريم، الشيطان الرجيم بأن الله عفو كريم لا يعذبكم، وهاأنتم الآن ترون سوء عاقبة نفاقكم، وإصراركم على كفركم، فاليوم لا يؤخذ منكم أيها المنافقون ولا من الذين كفروا ما يفديكم من عذاب الله، فهذه النار هي مصيركم، جزاءً وفاقا.
ما ترشد إليه الآيات الكريمات
تذلل المنافقين والمنافقات على الصراط، بسؤال المؤمنين الانتظار ليقتبسوا من نورهم.
تهكم المؤمنين بالمنافقين في قولهم ردا عليهم:﴿ ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا﴾ إذ لانور وراء المنافقين.
إن المؤمنين في مكان آمن تحيط به الجنة، أما المنافقون ففي مكان مظلم، يؤدي بهم إلى جهنم- أعاذنا الله منها -.
المنافقون والكافرون لاتقبل منهم فدية، تنجيهم من عذاب الله- عز وجل-.
سوء عاقبة المنافقين، فالنار مأواهم وبئس المصير.
الدعوة إلى إحياء القلوب
قال الله تعالى: