وقد دعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كذلك - صحابته الكرام بمثل مادعا إليه المؤمنين عامة
فعن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يقول : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- أن نتصدق فوافق ذلك مالا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر، إن سبقته يوما، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- :﴿ ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: والله لا أسبقه إلى شيء أبدا﴾.(١)
ثم بين – سبحانه- منزلة الشهداء بقوله:﴿ والشهداء عِندَ رَبهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ﴾ أي لهم أجرهم العظيم عند ربهم، ونورهم الذي يسعى بين أيدهم وبأيمانهم يوم القيامة،
وبعد هذا الترغيب لهؤلاء المؤمنين الصادقين، يأتي هذا الترهيب الشديد لهؤلاء الكفرة الفجرة، وهم الذين كفروا وكذبوا بآيات الله أولئك أصحاب الجحيم.
ما يرشد إليه النص الكريم
بشارة المؤمنين الصادقين، بالثواب العظيم، والعطاء الجزيل.
النساء شقائق الرجال، في الثواب والعقاب، والتكاليف الشرعية.
الترغيب في الصدقة والقرض الحسن.
منزلة الشهداء عند الله – عز وجل – لهم أجرهم ونورهم.
- سوء عاقبة الكافرين المكذبين، فهم أصحاب الجحيم، بحيث لا يفارقونها أبدا.
مثل الحياة الدنيا
قال الله تعالى:
﴿إعْلَمُواْ أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَلأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً
وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ منَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.(٢)
المناسبة
حديث رقم/ ٣٦٧٥).
(٢) الآية: ٢٠، من السورة الكريمة.