يعني أن الدنيا وما فيها ليست إلا من محقرات الأمور: وهي اللعب، واللهو، والزينة والتفاحر، والتكاثر، وأما الآخرة، فما هي إلا أمور عظام، وهي العذاب الشديد والمغفرة، والرضوان من الله، ثم ذكر سبحانه بعد الترهيب والترغيب حقارة الدنيا فقال:﴿ وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور﴾ لمن اغتر بها ولم يعمل لآخرته
قال سعيد بن جبير: متاع الغرور لمن لم يشتغل بطلب الآخرة، ومن اشتغل بطلبها فله متاع بلاغ إلى ما هو خير منه.
ماترشدإليه الآية الكريمة
- تحقيرأمرالدنيا وصغر أمرها، وعظم أمر الآخرة.
ماكان عليه الجاهلية من عادات، وهو التكاثر بالأبناء والأموال.
- الكافرون بالله- عز وجل - أشد إعجابا بزينة الحياة الدنيا من المؤمنين، ولذلك كانوا أحرص الناس على حياة.
التزهيد في العمل للدنيا، والترغيب في العمل للآخرة.
العذاب الشديد في الآخرة لأعداء الله، والمغفرة والرضوان لأوليائه.
الدنيا متاع الغرور لمن اطمأن بها، ولم يجعلها ذريعة للآخرة.
التنافس في وجوه الخير
قال الله تعالى:
﴿سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم﴾.(١)
المناسبة
بعدأن ذكر- سبحانه - حقارة الدنيا فى قوله :﴿ وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور﴾ ندب عباده إلى المسابقة إلى ما يوجب المغفرة من التوبة والعمل الصالح، فإن ذلك سبب إلى الجنة فقال :﴿ سابقوا إلى مغفرة من ربكم ﴾أي سارعوا مسارعة السابقين بالأعمال الصالحة التي توجب المغفرة لكم من ربكم، وتوبوا مما وقع منكم من المعاصي.
تحليل المفردات والتراكيب:
قوله تعالى: ﴿ سابقوا إلى مغفرة من ربكم ﴾
قيل المراد: سابقوا ملك الموت قبل أن يقطعكم بالموت عن الأعمال الموصلة، وقيل: سابقوا إبليس قبل أن يصدكم بغرووه وخداعه عن ذلك، والمراد بتلك الأسباب : الأعمال الصالحة على اختلاف أنواعها،
وعن علي- كرم الله تعالى وجهه- أنه قال في الآية : كن أول داخل المسجد، وآخر خارج. وقال عبد الله : كونوا في أول صف القتال. وقال أنس: أشهدوا تكبيرة الإحرام مع الإمام، وكل ذلك من باب التمثيل، واستدل بهذا الأمر على أن الصلاة بأول وقتها أفضل من التأخير.
وقيل المراد بالآية: التكبيرة الأولى مع الإمام، وقيل المراد: الصف الأول