أبرزت السورة الكريمة الصورة المشرقة للمؤمنين والمؤمنات وهم على الصراط ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم﴾. ُ
- تصور السورة الكريمة مصير المنافقين يوم يميزون ويعزلون عن المؤمنين قال تعالى: ﴿يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا : انظرونا نقتبس من نوركم. قيل : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا. فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، ينادونهم : ألم نكن معكم ؟ قالوا بلى ! ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني، حتى جاء أمر الله، وغركم بالله الغرور. فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا، مأواكم النار هي مولاكم. وبئس المصير﴾.
كما توضح السورة الكريمة- كذلك- حال هذه الدنيا الفانية فتقول:
﴿إعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته...﴾
و تشير السورة- كذلك- إلى شيء من أحوال المنافقين ومواقفهم السابقة والحاضرة في ذلك الأوان ؛ كالإشارة السابقة إلى قسوة قلوبهم عند تحذير الذين آمنوا أن يكونوا ﴿ كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم﴾ وهي إشارة إلى اليهود خاصة.
وكالإشارة إلى النصارى وذلك قرب نهاية السورة في قوله تعالى :
﴿ ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل، وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها. فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم، وكثير منهم فاسقون ﴾.
وفضلا عن ذلك كله،" فهي السورة الوحيدة، من سور القرآن الكريم، التي تحمل اسم عنصر من العناصر المعروفة لنا، والتي يبلغ عددها(١٠٥) مائة وخمسة عناصر ".(١)
مناسبة السورة الكريمة لما قبلها:
السورة السابقة لسورة الحديد هي سورة الواقعة
ووجه اتصالها بها : أن سورة الحديد بدئت بذكر التسبيح، وسورة الواقعة ختمت بالأمرية، حيث قال سبحانه:﴿فسبح باسم ربك العظيم﴾
وكان أولها واقعا موقع العلة للأمرية، فكأنه قيل : سبح باسم ربك العظيم، لأنه سبح له ما في السماوات والأرض.