ففى الحديث الصحيح عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقالوا : ذهب أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم، فقال: وما ذاك؟ قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ﴿أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم، إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون وتكبرون، وتحمدون، دبر كل صلاة، ثلاثا وثلاثين مرة،
قال أبو صالح : فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ﴾.(١)
ما ترشد إليه الآية الكريمة
- "هذه الآية الكريمة حجة عند جميع العلماء، في الندب إلى الطاعات، وقد استدل بها بعضهم على أن أول أوقات الصلوات أفضل، لأنه يقتضى المسارعة والمسابقة".(٢)
المسارعة إلى ما يكون سببا لمغفرة الله- عز وجل – ورضوانه.
تقدم التخلية على التحلية، ولذلك قدمت المغفرة على الجنة فى قوله تعالى:﴿سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة...﴾.
سعة عرض الجنة، فهي كعرض السماء والأرض.
إن من شروط دخول الجنة، الإيمان والعمل الصالح، لقوله تعالى:﴿من عمل صالحا من ذكر أوأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾.
- فى قوله تعالى:﴿ أعدت للذين آمنوا بالله ورسله﴾ دليل على أن الجنة مخلوقة
إن الجنة لا تنال إلا برحمة الله- تعالى- وفضله، إذ أنه- سبحانه-لايجب عليه شيء.
ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن
قال الله تعالى:
﴿ ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير* لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل كفار فخور* الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتولً فإنً الله هو الغني الحميد ﴾.(٣)
مناسبة الآيات لما قبلها
(٢) - تفسير الثعالبي ج: ٤ ص: ٢٧٠.
(٣) الآية: ٢٢-٢٤، من السورة الكريمة.