من هنا ساد الاعتقاد بأن الحديد الموجود في الأرض والذي يشكل ٣٥، ٩% من كتلتها لابد وأنه قد تكون في داخل عدد من النجوم المستعرة من مثل العماليق الحمر، والعماليق العظام والتي انفجرت علي هيئة المستعرات العظام فتناثرت أشلاؤها في صفحة الكون ونزلت إلي الأرض علي هيئة وابل من النيازك الحديدية، وبذلك أصبح من الثابت علميا أن حديد الأرض قد أنزل إليها من السماء، وأن الحديد في مجموعتنا الشمسية كلها قد أنزل كذلك إليها من السماء، وهي حقيقة لم يتوصل العلماء إلي فهمها إلا في أواخر الخمسينيات، من القرن العشرين، وقد جاء ذكرها في سورة الحديد، ولايمكن لعاقل أن يتصور ورودها في القرآن الكريم الذي أنزل منذ أكثر من أربعة عشر قرنا علي نبي أمي ( صلي الله عليه وسلم ) وفي أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين، يمكن أن يكون له من مصدر غير الله الخالق الذي أنزل هذا القرآن بعلمه، وأورد فيه مثل هذه الحقائق الكونية لتكون شاهدة إلي قيام الساعة بأن القرآن الكريم كلام الله الخالق، وأن سيدنا محمدا ( صلي الله عليه وسلم ) م العلاقة بين رقم سورة الحديد في المصحف الشريف ورقم الآية في السورة بكل من الوزن الذري والعدد الذري للحديد علي التوالي
للحديد ثلاثة نظائر يقدر وزنها الذري بحوالي ٥٧، ٥٦، ٥٤ ولكن أكثرها انتشارا هو النظير الذي يحمل الوزن الذري ٥٦(٥٥، ٨٤٧).
ومن الغريب أن رقم سورة الحديد في المصحف الشريف هو ٥٧، وهو يتفق مع الوزن الذري لأحد نظائر الحديد، ولكن القرآن الكريم يخاطب المصطفي ( صلي الله عليه وسلم ) في سورة الحجر بقول الحق ( تبارك وتعالي ):
ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ( الحجر : ٨٧)
وواضح من هذه الآية الكريمة، أن القرآن الكريم بنصه، يفصل فاتحة الكتاب عن بقية القرآن الكريم، وبذلك يصبح رقم سورة الحديد (٥٦) وهو الوزن الذري لأكثر نظائر الحديد شيوعا في الأرض، - كذلك - وصف سورة الفاتحة بالسبع المثاني وآياتها ست، يؤكد أن البسملة آية منها ( ومن كل سورة من سور القرآن الكريم ذكرت في مقدمتها، وقد ذكرت في مقدمة كل سور القرآن الكريم ماعدا سورة ( التوبة ) وعلي ذلك فإذا أضفنا البسملة في مطلع سورة الحديد إلي رقم آية الحديد وهو (٢٥) أصبح رقم الآية (٢٦) وهو نفس العدد الذري للحديد،
ولايمكن أن يكون هذا التوافق الدقيق قد جاء بمحض المصادفة، لأنها لايمكن أن تؤدي إلي هذا التوافق المبهر في دقته،


الصفحة التالية
Icon