وصدق الله العظيم الذي قال في وصفه للقرآن الكريم:﴿ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفي بالله شهيدا ﴾. (١)
وقوله تعالي :﴿ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾.(٢) (٣)
المعنى الإجمالي للآية الكريمة
فى هذه الآية الكريمة يقسم الله-عز وجل- بأنه أرسل رسله بالحجج والدلائل التى تشهد لهم بأنهم رسل من عنده، مؤيدين بالمعجزات إلى الناس، ليهدوهم إلى الطريق المستقيم، وأنزل إليهم الكتب السماوية، كالتوراة التى أنزلت على نبي الله موسى-عليه السلام - والإنجيل الذى أنزل على نبي الله عيسى-عليه السلام- والزبور الذى أنزل على نبي الله داود- عليه السلام- والقرآن الكريم الذى أنزل على أفضل الخلق، وحبيب الحق محمد- صلى الله عليه وسلم-
كما بين- سبحانه وتعالى- أنه أنزل معهم الميزان ليقوم الناس بالقسط، حتى ينشروا العدل بين الناس، وأنزل معهم الحديد، ليكون قوة شديدة في الدفاع عن النفس، ومصدر منفعة في شئون الحياة.
ف" للحديد منافع جمة وفوائد أساسية، لجعل الأرض صالحة للعمران بتقدير من الله-عز وجل- ولبناء اللبنات الأساسية للحياة التي خلقها ربنا ( تبارك وتعالي ) فكمية الحديد الهائلة في كل من لب الأرض الصلب، ولبها السائل تلعب دورا مهما في توليد المجال المغناطيسي للأرض، وهذا المجال هو الذي يمسك بكل من الغلاف الغازي والمائي والحيوي للأرض، وغلاف الأرض الغازي يحميها من الأشعة والجسيمات الكونية ومن العديد من أشعات الشمس الضارة، ومن ملايين الأطنان من النيازك، ويساعد علي ضبط العديد من العمليات الأرضية المهمة من مثل دورة كل من الماء، والأوكسجين، وثاني أكسيد الكربون، والأوزون وغيرها من العمليات اللازمة لجعل الأرض كوكبا صالحاللعمران.
(٢) ٨٢/ النساء ٨٢.
(٣) راجع : موقع زغلول النجار على شبكة الإنترنت.
: