القرآن في مواضع اليها وهي من علوم الأولين والآخرين... وفي القرآن مجامع علم الأولين والآخرين.. وكذلك لا يعرف كمال معنى قوله تعالى : ؟ سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ؟(صـ : ٧٢ ) من لم يعلم التسوية والنفخ والروح ووراءها علوم غامضة يغفل عن طلبها أكثر الخلق وربما لا يفهمونها ان سمعوها من العالم بها... ولو ذهبت أفصل ما تدل عليه آيات القرآن من تفاصيل الأفعال لطال.. ولا تُمكن الاشارةُ إلا الى مجامعها.. وقد أشرنا اليه حيث ذكرنا أن من جملة معرفة الله تعالى معرفة أفعاله فتلك الجملة تشتمل على هذه التفاصيل وكذلك كل قسم أجملناه لو شُعِّب لانشعب الى تفاصيل كثيرة.. فتفكر في القرآن والتمس غرائبه لتصادف فيه مجامع علم الأولين والآخرين وجملة أوائله، وانما التفكر فيه للتوصل من جملته الى تفصيله وهو البحر الذي لا شاطىء له
الفصل السادس : في وجه التسمية بالألقاب التي لقب بها أقسام القرآن
ولعلك تقول أشرت في بعض أقسام العلوم الى أنه يوجد فيها الترياق الأكبر وفي بعضها المسك الأذفر وفي بعضها الكبريت الأحمر الى غير ذلك من النفائس فهذه استعارات رسمية تحتها رموز وإشارات خفية...