منه..
وبالجملة فاعلم ان كل ما يحتمله فهمك فان القرآن يلقيه اليك على الوجه الذي لو كنت في النوم مطالعا بروحك اللوح المحفوظ لتمثل ذلك لك بمثال مناسب يحتاج الى التعبير، واعلم أن التأويل يجري مجرى التعبير.. فلذلك قلنا يدور المفسر على القشر اذ ليس من يترجم معنى الخاتم والفروج والأفواه كمن يدرك أنه أذان قبل الصبح
الفصل السابع : في سبب التعبير عن معاني عالم الملكوت في القرآن بأمثلة من عالم الشهادة
ولعلك تقول لم َأبرزت هذه الحقائق في هذه الأمثلة ولم تكشف صريحا حتى ارتبَك الناس في جهالة التشبيه وضلالة التخييل ؟ فاعلم أن هذا تعرفه اذا عرفت أن النائم لم ينكشف له الغيب من اللوح المحفوظ الا بالمثال دون الكشف الصريح كما حكيت لك المثل وذلك يعرفه من يعرف العلاقة الخفية التي بين عالم الملك والملكوت ثم اذا عرفت ذلك عرفت أنك في هذا العالم نائم وان كنت مستيقظا فالناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا فينكشف لهم عند الانتباه بالموت حقائق ما سمعوه بالمثال وأرواحها ويعلمون أن تلك الأمثلة كانت قشورا وأصدافا لتلك الأرواح ويتيقنون صدق آيات القرآن وقول رسول الله، كما تيقن ذلك المؤذن صدق قول ابن سيرين وصحة تعبيره للرؤيا، وكل ذلك ينكشف عند اتصال الموت، وربما ينكشف بعضه في سكرات الموت، وعند ذلك يقول الجاحد والغافل ؟ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ؟ (الأحزاب : ٦٦ ) وقوله ؟ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ؟(الأعراف : ٥٣ ) ويقول : ؟ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ؟ (الفرقان : ٢٨ )... ؟ يَا