قالَ تَعالَىُ ﴿وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ مهموز منها موضع الفاء لأنه من "آبَ" "يَؤوُبُ" وهي معتلة العين مثل "قُلْتَ" تَقُولُ" "والمَفْعَلُ" "مَقال". تقول: "آبَ" "يَؤوبُ" "إياباً" قال الله تعالى ﴿إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ﴾ وهو الرجوع. قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد السادس والخمسون بعد المئة]:
فَأَلْقَتْ عَصاها وَاسْتَقَرَّ بِها النَّوى * كَما قَرَّ عَيْناً بالإِيابِ المُسافِرُ
وأمَّا "الأوّابُ" فهو الراجع إلى الحق وهو من: "آبَ" "يَؤوبُ" [أيْضاً]. وأمّا قوله تعالى ﴿ياجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ﴾ فهو كما يذكرون التسبيح أوْ هو - واللّهُ أَعْلَمُ - مثلُ الأَوَّلِ يقول: "ارْجَعِي إلى الحَقِّ" و"الأوّابُ" الراجعُ إلى الحَقِّ".
﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذالِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾
قوله ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذالِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ﴾ كأنه قيل لهم: "ماذا لهُمْ"؟ و "ماذاكَ"؟ فقيل: "هُوَ كَذا وَكَذَا". وأمَّا ﴿بِشَرٍّ مِّن ذلك مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ﴾ فانما هو على "أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ حَسَباً" و"بِخَيْرٍ مِنْ ذلك َ حسبا". وقوله ﴿مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ﴾ موضع جرّ على البدل من قوله ﴿بِشَرٍّ﴾ ورفع على "هُوَ مَنْ لَعَنهُ اللّهُ".
المعاني الواردة في آيات سورة ( آل عمران )
﴿ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ ﴾


الصفحة التالية
Icon