و "أَمّا" ايضاً لا تعمل شيئا الا ترى انك تقول ﴿وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ﴾ فتنصبه بـ"تنهر" ولم تغيّر "أمّا" شيئا منه.
باب الاضافة.
اما قوله ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ فانفتحت هذه الياء على كل حال لان الحرف الذي قبلها ساكن. وهي الالف التي في "هُدَى". فلما احتجت الى حركة الياء حركتها بالفتحة لانها لا تحرك الا بالفتح. ومثل ذلك قوله ﴿عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا﴾ ولغة للعرب يقولون "عصَيَّ يا فَتى" و ﴿ هُدَيَّ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ لما كان قبلها حرف ساكن وكان الفا، قلبته الى الياء حتى تدغمه في الحرف الذي بعده فيجرونها مجرى واحدا وهو أخف عليهم. واما قوله ﴿هذامَا لَدَيَّ عَتِيدٌ﴾ و ﴿هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾ [و] ﴿ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ﴾. فانما حركت بالاضافة لسكون ما قبلها وجعل الحرف الذي قبلها ياء ولم يقل "عَلايَ" ولا "لَدايَ" كما تقول "على زيد" و "لدى زيد" ليفرقوا بينه وبين الأسماء، لان هذه ليست بأسماء. و "عَصايَ" و "هُدايَ" [٣٣ء] و "قَفايَ" اسماء. وكذلك ﴿أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ﴾ و ﴿يابُشْرَايا هذاغُلاَمٌ﴾ لأنَّ آخر "بُشْرى" ساكن. وقال بعضهم ﴿يا بُشْراي هذا غلام﴾ لا يريد الاضافة، كما تقول "يا بشارة".