فاذا لم يكن الحرف ساكنا كنت في الياء بالخيار، ان شئت أسكنتها وان شئت فتحتها نحو ﴿إِنِّيْ أَنَا اللَّهُ﴾ و ﴿إِنِّي أَنَا اللَّهُ﴾، و ﴿وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيْ مُؤْمِناً﴾ و ﴿بَيْتِيَ﴾[و] ﴿فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيْ إِلاَّ فِرَاراً﴾ و ﴿دُعَآئِي إِلاَّ﴾. وكذلك اذا لقيتها الف ولام زائدتان فان شئت حذفت الياء لاجتماع الساكنين وان شئت فتحتها كيلا يجتمع حرفان ساكنان. الا ان احسن ذلك الفتح نحو قول الله تبارك وتعالى ﴿جَآءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي﴾ و ﴿نِعْمَتِيَ الَّتِي﴾ وأشباهِ ذا. وبه نقرأ. وإنْ لقيته ايضاً ألف وصل بغير لام فأنت فيه أيضاً بالخيار إلاّ أَنَ أحسنه في هذا الحذف وبها نقرأ ﴿إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ﴾ و ﴿ هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾.
فاذا كان شيء من هذا الدعاء حذفت منه الياء نحو ﴿ياعِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾ و ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ﴾ و ﴿رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ﴾.
ومن العرب من يحذف هذه الياءات في الدعاء وغيره من كل شيء. وذلك قبيح قليل الا ما في رؤوس الآيْ، فانه يحذف الوقف. [٣٣ب] كما تحذف العرب في أشعارها من القوافي نحو قوله :[من الطويل وهو الشاهد الرابع والاربعون]:
[أَبا مُنْذِرٍ أفنيتَ فاستبقِ بعضَنا] * حنانيكَ بعضُ الشرِّ أَهونُ من بَعْضِ
وقوله: [من الوافر وهو الشاهد الخامس والأربعون]:
[ألا هُبِّي بِصَحْنِكِ فاصبَحينا] * وَلا تُبْقِي خُمورَ الأنْدَرينَ
اذا وقفوا فاذا وصلوا قالوا: "من بعض" و "الأنْدرينا" وذلك في رؤوس الاي كثير نحو قوله ﴿بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ﴾ [و] ﴿وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾. فاذا وصلوا أثبتوا الياء. وقد حذف قوم الياء في السكوت والوصل وجعلوه على تلك اللغة القليلة وهي قراءة العامة وبها نقرأ لان الكتاب عليها.


الصفحة التالية
Icon