فأضاف "آية" الى الفعل. وقالوا: "إذهبْ بذي تَسْلَم" و"بذي تَسْلَمان" فقوله: "ذي" مضاف الى "تسلم" كأنه قال: "اذهبْ بِذِي سلامَتِكَ" وليس يضاف الى الفعل غير هذا. ولو قلت في الكلام: "واتقوا يومَ لا تَجزى نفسٌ فيهِ" فلم تنون اليوم جاز، كأنك أضفت وأنت لا تريد ان تجيء بـ"فيهِ" ثم بدالك بعد فجئت به، كما تقول: "اليومَ آتيكَ فيه" فنصبت "اليوم" لانك جئت بـ"فيه" بعد ما أوجبت النصب [٤٠ب] وقال قوم: "لا يجوز اضمار "فيه". الا ترى انك لا تقول: "هذا رجلٌ قصدتُ" وأنت تريد "إليه" ولا "رأيتُ رجلاً أرغَبُ" وأنت تريد "فيهِ" والفرقُ بينَهما أن اسماء الزمان يكون فيها ما لا يكون في غيرها، وان شئت حملتها* على المفعول في السَعَةَ كأنك قلت: "واتقوا يوما لا تجزيه نفسٌ" ثم القيت الهاء كما تقول: "رأيتُ رجلاً أُحِبُّ" وأنت تريد "أحبه".
باب من التأنيث والتذكير.
اما قوله ﴿تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً﴾ فهو مثل قولك: "لا تَجْزِي عنك شاة" و"يجزى عنك درهم" و "جَزى عنك درهمٌ" و"وجَزَتْ عنك شاةٌ". فهذه لغة أهل الحجاز لا يهمزون. وبنو تميم يقولون في هذا المعنى: "أَجْزَأَتْ عنهُ وتُجزِىءُ عنه شاة" وقوله "شيئا" كأنه قال: "لا تُجْزِىءُ الشاةُ مُجْزى ولا تُغْنِي غَناءٌ". وقوله ﴿عَن نَّفْسٍ﴾ يقول: "مِنْها" أي: لا تكون مكانها.